محمد عبد الله الحسو ،الشيخ، والأستاذ، والشاعر الموصلي الراحل والذي لم ينل حظه من الاهتمام ،مع انه كان علما، ورائدا من رواد الشعر العربي- الإسلامي الملتزم خاصة إبان سنوات الخمسينيات من القرن الماضي .
تصدى بشعره لكل من حاول إيذاء الوطن، والأمة، وجهر بآرائه الوطنية، وانتقد من لايسعى للبناء وتقدم العراق .له ديوان مخطوط يحترز عليه شقيقه الأصغر الأستاذ الدكتور أحمد عبد الله الحسو أستاذ التاريخ الإسلامي، والأمين العام للمكتبة المركزية، ومساعد رئيس جامعة الموصل الأسبق .كتب عن شعر الشيخ محمد عبد الله الحسو الأستاذ الدكتور ذو النون الاطرقجي في موسوعة الموصل الحضارية، الجزء الخامس 1992 .
وقصيدة الأستاذ الراحل محمد عبد الله الحسو : ((ذكريات الطفولة )) و (( الحنين إلى شهر سوق )) ،قصيدة رائعة وجميلة وفيها يبث الشاعر حنينه إلى ملاعب صباه في محلة شهر سوق (جهار سوق )وهي محلة موصلية عريقة فيها جامع الشيخ عمر الأسود الذي اعتاد الشيخ عبد الله الحسو الرجل الإصلاحي، وعالم الدين المعروف وولديه محمد واحمد اعتلاء منبره. ومما زاد في قيمة القصيدة وتأثيرها أنها قرئت بصوت الدكتور احمد الحسو العذب .
وأدناه القصيدة :
ذكريات الطفولة( والحنين إلى شهر سوق) !!
للشاعر الموصلي الراحل الأستاذ محمد عبد الله الحسو
يا دارنا في شَهر سوق تكلمني
يا مهجتي هلاّ عرفت فتاكِ؟
هل تذكرين ملاعبي؟
هل تذكرين طفولتي وملاعبي؟
هل تذكرين مساربي بحِماكِ؟
أيام ألهو في الحمى بطفولتي
والقلب نشوانُّ بنفحِ شَذاكِ
والغيدُ تمرحُ في الدروبِ طَلِيقةً
من كل ساحرةٍ كطيفِ مَلاكِ
هل كان يعلم طفلنا أقداره
ومصيره من بَعدِ عيش زاكِ
يا دارنا.. لو تعلمين ببعض ما
كتب الزمانُ له مِن الأشواكِ
لوهبتِهِ دَفقَ الحَنان تلطفاً
ولكانَ ما قد مَسَّه أبكاكِ
عبرتْ به غِيَرُ الزمان عصوفةً
فإذا به يبكي على ذكراكِ
وإذا ذكرتك في الخيال تصدعت
كبد تنزى لوعة بهواك
لم يبقَ لي إلاّ صداك مُرجَّعا
برحاب قلبٍ عَالقٍ برؤاكِ
أهفو إلى حُلوُ التراب بدارنا
في السطح..
في الغرفات..
في الشباك..
أين الزهور تفتحت بذُراك؟
يا زهرة نبتت على درب الهوى
وتناثرت
في غمرة الأشواك
يا دارنا في شَهر سوقْ
تحدثي..
يا حلوتي
هل تذكرين فتاكِ؟
أمسى ضباباً فوقَ بحرٍ صَاخب
أو كالسحابِ بذروةِ الأفلاكِ
يا دهرُ..
يا أفلاكُ
أين طفولتي؟
صَمَتَ الزمانُ
وذاب صوتُ الشاكي
و يعتقد ان بيت الشاعر في العماره الموجوده في الصوره أدناه :