العالم البصري (ابن دريد )

(ابن دريد )
838-933م
223-321هـ
نشأته وحياته :
أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد. ولد بالبصرة ونشأ بها، وأخذ العلم عن علمائها كالرياشي والسجستاني. ثم غادرها في فتنة الزنج إلى عُمان، فأقام بها اثنتي عشرة سنة يأخذ اللغة والشعر عن الأعراب.
ثم عاد إلى البصرة ومنها شخص إلى بلاد فارس منتجعا الشاه ابن ميكال وولده، وهما يومئذ على عمالة فارس، ألف لهما كتاب الجمهرة في اللغة، وامتدحهما بالقصيدة المقصورة، فقلداه الديوان فكانت تصدر كتب فارس عن رأيه، ولا ينفذ أمر إلا بتوقيعه. ولما عُزل ابنا ميكال عن عمالة فارس، وانتقلا إلى خراسان، قدم ابن دريد إلى بغداد عام 280هـ، فاحتفى به الوزير علي بن الفرات وأفضل عليه. وعلم الخليفة المقتدر به وبمكانه من العلم، فأجرى عليه خمسين دينارا في كل شهر كفته مؤونة السعي، فانقطع إلى العلم والأدب، وعكف على التأليف، حتى أصيب بالفالج فمات سنة 321.
علمه:
نبغ بن دريد في اللغة والأدب والأنساب، وقام في ذلك مقام الخليل بن أحمد، وبرع في الشعر حتى قيل فيه: إنه أفقه الشعراء وأشعر الفقهاء. وقد وضع على العرب أربعمائة حديث، سلك فيها مسلك الرواية والحكاية. وتوخى فيها جمال الإنشاء، فدل ذلك على قوة طبعه في الكتابة، وهي منثورة في كتب الأدب لا تكاد تميزها مما يروى عنه من الأخبار والنوادر. ويظن أنها كانت الملهم الأول لابتداع فن المقامات.
وله نظم جزل رقيق يدل على ملكة قوية وقريحة سخية، أفضلها مقصورته، وهي تسعة وعشرون ومائتا بيت، جمعت كثيرا من أخبار العرب وأمثالهم وحكمهم. وقد شرحها كثير من العلماء وعارضها غير واحد من الشعراء: يقول في مطلعها:
إمّا ترى راسيَ حاكى لونـُه طرة صبح تحت أذيال الدجى
اشتعل المبيضُّ في مسودِّهِ مثل اشتعال النار في جزل الغضا

مؤلفاته :
له غير المقصورة، كتاب الجمهرة في اللغة، وكتاب الاشتقاق في أسماء القبائل والعمائر وشعرائها وفرسانها، وكتاب السحاب والغيث، وأخبار الرواة وغير ذلك.