الشهيد الشيخ عارف عبد الحسين البصري
ولد الشهيد عارف عبد الحسين البصري في البصرة عام 1937، كان البصري من الأعضاء البارزين في جماعة علماء بغداد والكاظمية. أصبح الشهيد في بغداد مورد اعتماد المؤمنين بحل مشاكلهم، ولأنه عشق الفقراء والمساكين، كان يشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
رحل إلى بغداد بأمر من السيد الشهيد محمد باقر الصدر. ثم تعاظمت مسؤوليته حين انتدبه الشهيد الصدر (قدس سره)، عالماً دينياً إلى منطقة الكرادة ببغداد. بعدها عُين أستاذاً للدراسات الإسلامية في كلية أصول الدين ببغداد.
كان له دور فعال في تشكيل جمعية الصندوق الخيري الإسلامي. كما أنشأ مجلة المجتمع الإسلامي، التي كانت تصدر عن جمعية الصندوق الخيري، بالإضافة إلى التزامه بإدارة مدرسة الإمام الجواد (عليه السلام).
انتقل بعد ذلك إلى كلية أصول الدين، إذ التزم تدريس العقيدة والنظام الإسلامي. كما أسس الشهيد مؤسسات اجتماعية مختلفة، منها: مراكز طبية، ومؤسسة العون للفقراء، ومؤسسة الأرامل والأيتام، وجمعية تكريم الطلبة المتفوقين. وأسس مكتبات في مناطق مختلفة. هذه المشاريع والنشاطات أدت إلى اعتماد المرجعية الدينية في النجف الأشرف عليه أكثر فأكثر.
كان الشيخ الشهيد من الأوائل الذين انخرطوا في صفوف الدعوة الإسلامية. وأصبح من قادتها البارزين الذين يُشار إليهم. وفي تموز 1974شَنت السلطة حملة اعتقالات واسعة جداً، بدأت من الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وامتدت إلى رموز الدعوة في المحافظات كافة. وتحولت مديرية أمن الديوانية إلى مركز تحقيق كبير للدعاة من قبل المجرم فاضل الزركاني.
كانت محنة كبيرة عندما أصدرت السلطة قرارها الجائرة بإعدام خمسة من قياديي حزب الدعوة الإسلامية في 13/11/1974، وهم:- الشيخ عارف البصري، السيد عز الدين القبانجي، الأستاذ نوري طعمه، السيد عماد الطبطبائي، السيد حسين جلوخان.
لقد خاطب الشيخ الشهيد رئيس المحكمة العفلقية بالقول: ( أبالموت تهددنا، إن الطغاة سيموتون أيضاً، وسيجمع الله بيننا وبينكم ). هذا الموقف ليس بغريب على من خط طريق الرفض بقوله (لو كان إصبعي بعثياً لقطعتهُ). ثم جاءت ملحمة مسك الختام، ساعة التنفيذ عندما أمرهم الجلاد بأن يتقدموا لحبل المشنقة الواحد تلو الآخر. وأوقدت هذه الثلة بشهادتها، شعلة مضاءة في تاريخ العراق الحديث. تم تنفيذ حكم الإعدام في 25/12/1974، ليلة 21/ذي القعدة/1394هـ.
فسلامٌ على عارف البصري وإخوته الطليعة التي سقت بدمها طريق الشهادة من أجل خير العراق العزيز.