ولد شاكر حسن في السماوة عام 1925 , وتخرج من كلية التربية عام 1948 فرع العلوم الاجتماعية , كمانال دبلوم رسم في معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1955 وكان ما يزال طالبا عندما شارك في تأسيس جماعة بغداد للفن الحديث وشارك في جميع معارضها, كذلك درس الفن في باريس حتى عام 1957,كما أقام معارض شـخصية لاعماله منذ عام 1953 حتى رحيله , كما شارك في معارص دولية ونال جوائز تقديرية عده , وله بحوث ودراســات نقدية في الفن التشكيلي .
امتازت اعماله الفنية الاولي بأستلهام المورث الفني الشعبي العراقي ومعالجتة بواقعية واســتقاها بموضوعات من الاساطير والملاحم والقصص العربية والاسلامية متأملا الحرف العربي كوســيلة للتعبير عن دواخله ونزعته ذات المنحى الصو في , فالفن لديه موقف تساؤل فتأمل فأدراك فمعرفة ،،،، عبر هذة الرؤيا يذكرنا شاكر حســن بأن الفن يمكن ان يكون طريق للبحث عن الحقيقة عبر تجلي المكاشــفة الروحيه والولوج في عوالم النفــس الداخلية ، فالعالم الخارجي لديه هو شــكل تقليدي للرؤ يا والتأمل هو شكلها الجديد .
و يفصل بتنظيرة في ( البعد الواحد ) في كتابه ( الفن يستلهم الحرف ـ آذار 1973 ) ،، ما بين الرؤ ية التأملية والرؤية السـوريالية ..ولديه تكــون ( الرؤ ية السوريالية هي في صميمها رؤ ية انسانية لانها ترى ان الشعـور ليس هو الشـــكل الصادق للكيان البشري ، ولكن الشـكل الصادق له هو إقتران التعبير الشعــوري بطبقاته التحتية للاّشــعــور أو بالعـقل الباطن . ومن هنا فالاغتراب السوريالي هو اغتراب غي متجاوز لاطارة الأنساني .
السوريالي هو انسان مــؤمن بأنسانيته التامة الموجبة لكنه يشعر ان الرؤ ية الاكاديمية كانت تعرقل حقيقيته الأنســانية حينما تخفي بأستمرار الوجة المشــرق والصادق لها .وهذا الوجة هو ما يدعوة باللاوعي للوجود الأنساني حقيقتة .
اما الــرؤ ية التأملية فترى ان الشعــور الأنسـاني بما هو علية كشـعــور موجب ازاء الكون يثلب باسـتمرار الوجود الحقيقي له ، لانه لايكفي للتعبير عن حقيقة الوجود المكاني والزماني معاً .الا انه يمكن ان يكون شــعوراً مثمراً اذا ما اصبح متفانياً بالكون بمجرد ان يسـتحيل الى وجود سـلبي .فاذا كان ( المدهــش ) هو النمذج للانسـان السوريالي فأن ( المتفكر ) هو النمذج للانسان المتأمل ..او انسان البعد الواحد . وهذا المتأمل هو انسان يشعر بكيانة الكــو ني من خلال انســانيته عندما يجعل سلبيته عنصراً جديداً للتوحد مع الخليقة جمعاء ،فهو لا يعيش ( ذاته ) كايجابية إزاء سلبية العالم الخارجي بل يعيش ( ذاته ) كسلبية اواء ليجابية نفس العالم .
وهكذا فأن الســطح التصو يري وامكانياته للتعبير عن الذات سرعان ما يتقبل ايجابية الحرف اللغـوي لاقحام عالمه على عالم اللوحة . لم يعد اذن اقتباس الخرف في الفن سـوى المو قف الكو ني للمتأمل لانه اقتباس يتوخى الكشـف عن وحدة عالمين يعيشـهما في آن واحد ،، هما عالم الفكر ( اللغــوي )وعالم المشاهدة ( التشكيلي ) .
( البعد الواحد ) أسم اطلق على معـرض اقيم في المتحف الوطني في بغداد عام 1971 وشارك به عدد من الفنانين الرواد متخذين من الحرف الكتابي كقيمه تشـــكيلية وكعنصر أولي و نهائي للتعبير عن توجهاتهم رغم تباينها ، ومنهم الى جانب شـاكر حسن الدكتور قتيبه الشيخ نوري والفنانة مديحة عمر ورائد التكعيبيه الحرفيه الفنان جميل حمودي .......و آخرين .
وجاء في بيان المعرض { ان ممارسة الحرف (وهو وسيلة لغــو ية بحتة ) في الفن التشكيلي ، تبدأ في الاصل عند الفنان الحديث كمناورة ادبية لتكــو ين مناخ جديد زاخر بأمكانيـات رمزية وزخرفية معاً ، وهو ما يضفي على الفن بعداًجديداً لم يكن الفنان قد المّ به الاّ منذ و قت قريب .
بيد ان مشكلة الحرف كقيمة تشكيلية بحتة وليس كبناء موضوعي مجرد فحسب ، يقتضي اعتباره مجالاً لافتعال حركة ذهنية ، وزخم روحي يفيض بكل معطيات الفن في حضارتنا .......}
( منقـــــــــــول )