كتاب المــراقد والمـزارات في العــراق

يقــع كتاب (( المراقـد والمزارات في العراق )) لمؤلفه ثامر عبدالحسن العامري في ( 432 ) صفحة من القطع الكبير ، ولم يقتصر المؤلف على القبور فقط ، بل تعــداها إلى الحديث عن مقامات الانبياء والأئمة والأولياء المنتشرة في عمـوم العـراق ، كما عـرّج على عدد من المساجــد المشهـورة مثل : مسجـد براثا في بغــداد ، ومسجـد السهلـة في الكــو فة ، ومسجــد الحنّانة في النجف الأشرف . بالاضافة إلى ذكره لبعـض المزارات واماكن العبادة لبقية الطوائف والاديان ، كذكــره لمرقد العزير الواقع في ميسان ، ومرقد النبي دانيال في ديالى ، ومزارات الكاكائية .
لقد إستقى المــؤلف معلوماته من مصادر شتى ، فلم يكتفي بما هو مــذكور في الكتب المطبوعة فيما يخص كل مرقد أو مشهد ، بل إطلع على ما و قــع تحت يده من المخطوطات ، بالاضافة إلى المسح الميداني حيث جاب المدن والقرى من شمال العــراق إلى جنــو به سائلاً ومستفسـراً من المهتمين والباحثين في تلك التواريـــخ . واكمل فضله بأن زود الكتاب بصور فوتوغرافية قديمة وحديثة لأكثــر هـذه المراقد .
أما بالنسبة إلى عدد المــراقد و المشاهد التي ضمها الكتاب بين دفتيه فقد كانت ( 209 ) متوزعة على جميع محافظات العـراق .
أقـول : لقد جاء كتاب ( المراقد والمزارات في العراق ) ليسـد فراغاً في بابه ، فقد إحتوى على جملة من الفوائد والتحقيقات التاريخية والنسبية والبلدانية ، كذكره للأقوال المختلفة في تحديد شخصية عون بن عبدالله صاحب المرقد الفخم الواقع على الطريق العام من بغداد إلى كربلاء ، أو قوله بعد أن أنتهى من الكلام عن ( حبيب العجمي ) ومرقده في سوق الجديد في بغداد : (( وتجدر الاشارة أن الرحالة المغربي إبن بطـوطة ذكر في رحلته أنه زار مرقد الشيخ حبيب العجمي في البصرة ، وهذا يؤكد عل صحة وجود قبره في البصرة وليس في بغــداد .
أخيراً فلا بد أن نذكر بأن الكتاب جاء غفلاً عن سنة الطبــع ومكانه ، وهذا ما لا بد من أن يتنبه له مؤلف الكتاب مستقبلاً ، وجزى الله تعالى المؤلف عنا خير جــزاء على جهـده المبارك .