القانو ني والــوزير محمد زكي البصـري

من ألمـع أعضاء حزب ( الأخـاء الوطنـي ) في بداية الثلاثينات ، وزير و قانــو ني . ولد محمد زكي المعروف بالبصري في قرية مهيجران التابعة لقضاء أبي الخصيب سنة 1894م ، لأسرة متواضعة ، وقد توفي أبوه وهو صغير فكفله عمه الحاج محمــود الذي تـزوج أمه وأنجب أخاه عبدالوهاب محمود ، الذي أصبح وزيــراً للمالية و نقيباً للمحامين فيما بعــد .
تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في البصرة ثم توجه إلى بغداد لدراسة القانون في كلية الحقوق فما دخلها حتى أعلنت الحرب العالمية الاولى ، فشارك فيها كضابط إحتياط وسيق إلى ساحة المعركة وجرح في مــو قعة (( سلمان باك )) و نقل إلى ا ستانبول للمعالجة ، فأتم بها دراسته القانــو نية . وعندما وضعت الحرب أوزارها عاد محمد زكي إلى مسقط رأسه البصرة فاشترك مع المحامي عمر فوزي في إفتتاح مكتب للمحاماة سرعان ما أحرز به نجاحاً فائقاً لعلمه الغـزير وخلقه الرضي فاكتسب ثقة أهل البصرة فانتخب نائباً عنهم في الانتخابات التأسيسية سنة 1924م ، ومع أنه كان أصغر أعضاء المجلس سناً إلا أنه أختير مقرراً للجنة تدقيق المعاهدة العراقية البريطانية ، فدرسها درساً عميقاً ووضع عنها تقريراً يقع في ( 65 ) صفحة دلل به على المعيته وذكائه .
أشترك في تأسيس حزب الأخاء الوطني مع ياسين الهاشمي ورشيد عالي الكيلاني سنة 1930م . ألقى محاضرات في كلية الحقوق في موضوع قانون العـقـو بات ، أختير سنة 1933م وزيراً للعدلية فحقق كثيراً من المنجزات منها : تأسيسه دائرة التدو ين القانـو ني ، واستحداثه وظيفة ( حاكم تحقيق ) ، إنتخب في 8 / 8 / 1935م رئيساً لمجلس النواب .
نعته روفائيل بطي بقــوله : (( أما سيرة محمد زكي السياسية فوضاحة المعالم لا إلتواء فيها ، فقد نشأ من حداثته غيوراً على المصالح الهامة ، مستمعاً لنداء الوطن )) . ووصفه طالب مشتاق في (( أوراق أيامي )) فقال : (( لقد عرفت زكياً في جميع هذه الادوار يذود عن الحق ، ويصرخ في وجه الظالم ، ويكافح في سبيل المصلحة العامة )) ، وفي (( شخصيات عراقية )) ترجم له خيري العمري وقال واصفاً فترة رئاسته لمجلس النواب : (( وقد سار الرجل في إدارة المجلس سيرة قويمة زادت من تعلق النواب به واحترامهم له فشهدت جلسات البرلمان عهد رئاسته كيف يكون حياد الرئيس )) .
ولكن هذا النجم الذي تألق في السماء وبهر الابصار ببريقه سرعان ما هوى من عليائه فمات في 26 كانون الثاني 1937م ولم يزد عمره على 43 سنة .