البصرة في الشعر والنثر
قال بن أبي عينة المهلبي يمدح البصرة :
يا جنّة فاقت الجنانَ، فما يعدلهـا قيـمةٌ ولا ثمنُ
ألفيتها فـاتخذتها وطناً، إن فؤادي لمثلهـا وطنُ
زُوّجَ حيتانها الضَبابَ بها فهـذهِ كنّـةُ وذا ختنُ
فانظر وفكّر لما نطقتُ بهِ ان الأديب المفكر الفطنُ
من سُفُنٍ كالأنعام مقبلة ٍ ومـن نعامٍ كأنها سفنُ
وقال أيضاً يتشوق إليها عندما فارقها إلى جرجان :
فإن أشكُ من ليلي بجرجان طوله فقد كنت أشكو منه بالبصرة القصر
فيا نفسيُ قـد بدّلتِ بؤساً بنعمةٍ ويا عين قـد بدلت مـن قرّة عِبَر
ويا حبـذاك السائلي فيـم فكرتي وهمّي، ألا في البصرة الهمُّ والفكر
فيا حبذا ظهـرُ الحـزيز وبطنه، ويـا حسن واديه، إذا ماؤه زَخر
ويا حـبذا نـهر الأبـلة منظراً، إذا مـدّ فـي إبّانه الماءُ أو جزر
ويا حسن تلك الجاريات إذا غدت مـع الماء تجري مصعدات وتنحدر
فيا نـدمي إذ ليس تغني ندامتي !ويا حذري إذ ليس ينـفع الحذر
وقائـلة : مـاذا نبا بك عنهمُ ؟ فقلت : لا علم لي، فاسألي القدر
خالد بن صفوان يصف البصرة ويمدحها
وفد خالد بن صفوان على الخليفة عبد الملك بن مروان، فوافق عنده وفود جميع الأمصار، فطلب من ابنه مسلمة بن عبد الملك ان يريهم بعض عجائب الشام وجناتها وقصورها، فقال لهم مسلمة وهو معجب بها فاقبل على وفد مكة وقال لهم : يا أهل مكة هل عندكم مثل هذا ؟ فقالوا : لا ولكن عندنا بيت الله المستقبل ! ثم التفت إلى أهل المدينة وسألهم السؤال نفسه ، فقالوا : لا إلاّ ان فينا قبر نبي الله المرسل ! ثم سأل أهل الكوفة فقالوا : لا إلاّ ان فينا تلاوة كتاب الله المرسل ! ثم التفت إلى وفد البصرة فقال له خالد بن صفوان : نعم أيها الأمير ! صف لك بلادنا ! يغدو قانصنا فيجيء هذا بالشبّوط والشيّم (أنواع من السمك الجيد)،ويجيء هذا بالظبي والظليّم، ونحن اكثر الناس عاجاً وساجاً وخزاً (حرير) وديباجاً وبرذوناً (نوع من أنواع الخيول) هملاجاً وخريدة مغناجاً، بيوتنا الذهب ونهرنا العجب، أوله الرطب وأوسطه العنب وآخره القصب، فأما الرطب عندنا فمن النخل في مباركه كالزيتون عندكم في منابته، هذا على أفنانه كذلك على اغصانه .
( جزء من موضوع ـ عن مجلة ميزوبوتاميا )