محمد أمين
محمد أمين عالي بن الشيخ عبد الله ضياء الدين آل باش أعيان :
من الشخصيات البصرية المرموقة في عصره.
ولد في البصرة سنة 1295 هـ ونشأ بها في بيتٍ رفيع غني عن التعريف.
عرف بذكائه ونزوعه لطلب العلم والأدب، فكان يعكف على طلبهما في مكتبة أسرته. دخل المدرسة الرشيدية، فحاز إعجاب مديرها، إذ نال أعلى درجة. وكان ولعه بالقراءة يزداد كلما تقدم في العمر. فكان يقضي معظم أوقاته عاكفا على القراءة والتنقيب .
كانت حياته مليئة بالعمل، امتدت في فترتي الاحتلال العثماني والاحتلال البريطاني ثم الحكم الوطني.
شغل في الفترة الأولى (العهد العثماني) مناصب عدة ولم يتعد عمره العقد الثالث. فقد عين سنة 1325 هـ عضوا في مجلس معارف البصرة, وفي لجنة الأوقاف السلطانية, وعضوا في محكمة البداية, وكان في كل تلك المجالس سديد الرأي مهاب الجانب.
كما نال مناصب أخرى في العهد العثماني, فعين سنة 1328 هـ رئيساً لمحاكم الاستئناف، وعين وكيلا لمدعي عموم البصرة سنة 1329 هـ، وعضوا في مجلس بلدية البصرة سنة 1330 هـ، وعضوا في مجلس دائرة الأيتام سنة 1332 هـ.
كان له نشاط كبير على المستوى الثقافي. فقد كان يكتب المقالات ويلقي الخطب، ليحث المجتمع على التعلم، ومقارعة الاستعمار.
أسس سنة 1326 هـ مدرسة في محلة المشراق، أسماها (نمونة ترقي) أي نموذج الرُقيّ.
وفي سنة 1328 هـ تبرع بأرض في محلة المشراق شيدت عليها مدرسة أسماها مدرسة التهذيب، على اسم جريدته التي كان يصدرها آنذاك.
أصدر جريدة التهذيب سنة 1327 هـ، لتكون منبرا عاما للكتاب والشعراء.
أمّا الفترة الثانية، فتبدأ منذ الاحتلال البريطاني للبصرة سنة 1914 م، وإبعاده إلى الكويت سنة 1915 م، ونزوله ضيفا على أميرها مبارك الصباح، ليعود بعد سبعة أشهر ونصف إلى البصرة، بعد سماح سلطات الاحتلال البريطاني له بذلك.
كان من المؤيدين المتحمسين للملكية في العراق، ووقف بشدة ضد مشروع فصل البصرة عن العراق.
تقلد في العهد الوطني مناصب عدة. فقد انتخب نائبا في المجلس سنة 1342 هـ في دورته التأسيسيّة، وكان له حضور قويّ فاعل.
ثم أصبح عضوا في المجلس مرة أخرى سنة 1343 هـ.
عين سنة 1926 م وزيرا للأوقاف، فكان وزيرا نشيطا، حقق انجازات مهمة آنذاك، منها:
1- إصدار نظام مدارس الأوقاف الابتدائية.
2- إنشاء المكتبة العامة للأوقاف، جمع فيها ما كان مبعثرا من الكتب في المساجد. وبذلك حفظها من الضياع وأعمال السرقة.
3- الترميمات المهمة في المراقد المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية.
4- إكمال بناء مئذنة جامع المقام في العشار.
5- إرجاع بناية المدرسة المستنصرية في بغداد إلى وزارة الأوقاف.
6- ترميم جامع مرجان في بغداد.
7- إكمال بناء جامع الزبير وتحديث قبته.
8- فتح جامع الخاصكي في بغداد، بعد أن كان مهجورا مهملا.
9- إصلاح جامع حسن باشا في بغداد.
خلّف من الآثار، مجموعة من المقالات، أكثرها لم ينشر.
ومن الكتب:
1- مرشد الأبناء إلى حكام البصرة الفيحاء.
2- تراجم مشاهير البصريين في مختلف القرون الإسلامية.
3- رواية (الشاب البصري، والشيخ العصري).
نشر للآخرين كتب عدة، منها:
1- تاريخ مساجد بغداد، للسيد محمود شكري الآلوسي.
2- مختصر كتاب زاد المسافر، لفتح الله بن علوان الكعبي.
3- الجزء الثاني من ديوان عبد الرحمن البغدادي.
توفي محمد أمين آل باش أعيان في البصرة بالسكتة القلبية عن عمر 51 سنة، وذلك عام 1346 هـ .