إشخاص الإمام الكاظم ( ع ) إلى العـراق

وصول الامام موسى بن جعـفـر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ( عليهم السلام ) الملقب بالكاظم - الامام السابع من ائمة الشيعة الامامية الاثنا عشرية - الى البصـرة محمولا على بغلة ، زمن واليها عيـسى بن جعـفـر بن المنصور ، قادما من المدينة ، بعـد ان امر هارون الرشيد العباسي بالقبض عليه وحبسه بسبب وشاية ابن اخيه علي بن اسماعيل بن جعفـر به . وكان حمله من المدينة بامرة حسان السروي لعشر ليال بقين من شوال ، وقـيل في السابع والعشرين من رجب . وعن طريقة تسييره ( ع ) قال الشيخ المفيد : (( ثم امر به فاخرج من المسجـد فادخل عليه فقيده واستدعى قـبتين فجعله في احـداهـما على بغل ، وجعل القبة الاخرى عـلى بغل آخـر ، وخرج البغلان من داره عليهما القبتان مستورتان ، ومع كل واحدة منهما خيل فافترقـت الخيل ، فمضى بعضها مع احـدى القبتين عـلى طريق البصرة والاخرى عـلى طريق الكوفة . وكان ابو الحسن عـليه السلام في القبة التي مضى بها عـلى طريق البصرة ، وانما فعل ذلك الرشيد ليعمي عـلى الناس الامر في باب ابي الحسن ( ع ) وامر القـوم الذين كانوا مع قبة ابي الحسن ان يسلمـوه الى عيسى بن جعفر بن المنصور وكان على البصرة حينئذ فسلم اليه فحبسه عنده سنة )) .
ولد الامام موسى بن جعـفر بين مكة والمدينة في منطقة تسمى (( الابــواء )) – بالفتح ثم السكون كما جاء في معجم البلدان – سنة 128هـ ، و قـيل 129هـ ، ايام عبدالملك بن مروان ، من ام ولد يقال لها حميدة المغربية او البربرية ، وقيل اسمها نباتة . كان يكنى ابا ابراهيم ، وابا الحسن ، ويعرف بالعبد الصالـح ، و يلقب بالكاظم . نعته الشيخ المفيد بقوله : (( ولم ير في زمانه اسخى منه ولا اكرم نفسا وعشرة ، وكان اعبد اهل زمانه واورعهم واجلهم وافقههم ، ... )) ، و نعته الذهبي بقوله : (( وقـد كان موسى من اجواد الحكماء ، ومن العباد الاتقياء )) ، وكتب ابن حجر : (( موسى الكاظم هـو وارث ابيه علما ومعرفة وكمالا وفضلا ، سمي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفا عند اهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله ، وكان اعبد اهل زمانه واعلمهم واسخاهم )) ، وفي (( المجدي )) قال العمري : (( وكان موسى عليه السلام عظيم الفضل ، رابط الجاش ، واسع العطاء ، وقيل : ان اهله كانوا يقولون : عجبا من جاءته صرّة موسى بن جعفر عليهما السلام فشكى القلة ، وكان اسود اللون ، امه ام ولد )) .
عاصر الامام الكاظم اربع خلفاء من بني العباس : المنصور الدوانيقي ، ومحمد المهدي ، والهادي ، وهارون الرشيد . اقـد مه المهدي العباسي الى بغداد وحبسه واطلقه لرؤيا رآها ورده الى المدينة ، واقام بها الى ايام الرشيد ، قال ابن العماد : (( كان صالحا عابدا جوادا حليما كبير القـد ر بلغه عن رجل الاذى له فبعث بالف دينار وهو احد الائمة الاثنى عشر المعـصـومين عـلى اعتقاد الامامية ، سكن المدينة فاقدمه المهدي بغداد وحبسه ، فرأى المهدي في نومـه عليا كرم الله وجهه وهو يقـول له : يا محـمد (( فهـل عسيـتم ان توليتم ان تفـسـد وا في الارض وتقـطعـوا ارحامكم )) فاطلقه على ان لا يخرج عليه ولا على احد من بنيه ، واعطاه ثلاثة الاف ورده الى المدينة ، ثم حبسه هارون الرشيد ومات في حبسه)) وكانت و فاته لخمس او لست بقين من رجب سنة 183هـ ، وقيل 186هـ ، والاول اشهر ، في سجن السندي بن شاهك مسموما ، ودفـن في مقابـر قريش والتي اطلق عليها فيما بعد (( الكاظمية )) بعد ان خلّف سبعا وثلاثين بنتا واثنين وعشرين ذكرا ؛ على رواية صاحب المجدي . قال المسعـودي : (( و قبض موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ببغداد مسموما ، لخمس عشرة سنة خلت من ملك الرشيد ، سنة ست وثمانين ومائة ، وهو ابن اربع وخمسين سنة ، وقد ذكرنا في رسالة بيان اسماء الائمة القطعية من الشيعة : اسماءهم ، واسماء امهاتهم ، ومواضع قبورهم ، ومقادير اعمارهم ، وكم عاش كل واحد منهم مع ابيه ، ومن ادرك من اجداده عليهم السلام )) ، و قال الخطيب البغدادي في معرض حديثه عن مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهّاد : (( بالجانب الغربي في اعلى المدينة مقابر قريش ، دفن فيها موسى بن جعــفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ، وجماعة من الافاضل معه . اخبرنا القاضي ابو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الاستراباذي ، قال : اخبرنا احمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : سمعت الحسن بن ابراهيم ابا علي الخلال يقول : ما همّني امر فقصدت قبر موسى بن جعفـر فتوسلت به الا سهّل الله تعالى لي ما احب )) . وعن ابائه وشدة توكله على اللّه تعالى ، قال اليعقوبي : (( وقيل لموسى بن جعـفـر وهو في الحبس : لو كتبت الى فلان يكلم فيك الرشيد ؟ فقال : حدثني ابي عن آبائه ان الله عز وجل اوحى الى داود : يا داود ، انه ما اعتصم عبد من عبادي باحد من خلقي دوني عرفت ذلك منه الا وقطعت عنه اسباب السماء ، واسخت الارض من تحته )) .
يذكر ان الرحالة الالماني المشهـور نيبور زار بغـداد في سنة 1765م ، في رحلة علمية ، وقد ذكر شيئا عن الكاظمية جاء فيه : (( وفي شمال بغداد الغربي ، على ثلاثة ارباع الساعة سيرا ، غربي دجلة قرية كبيرة تسمى الكاظم . وهناك مسجد كبيـر مــع تربتين لاماميـن من ائمة الشيعة هما الامام موسى الكاظم ( أي الصبور ) وحفيده محمد الجــواد . وهذا المسجد الاسلامي مدعاة للفخـر )) .

بارك الله بيك استاذي العزيز على المعلومات واتطلع الى جديدك دائما

مشكـــــــور ابو حسين .. حضـــــــورك الأروع