الجواهري.. الليالي والكتب

الجواهري.. الليالي والكتب

ستار جاسم ابراهيم
كاتب عراقي

الجواهري ..الليالي والكتب لمؤلفه السيد صباح المندلاوي /الطبعة الاولى 2009 كتاب يقع في (272)صفحة عدا ملحق الصور الذي جاء في اخر هذا الكتاب والذي احتوى على ثماني وعشرين صورة تؤرخ لهذا الشاعر الكبير والمعجزة بحق وحقيق.ولعل من نافلة القول ان الشاعر محمد مهدي الجواهري لاقرين له ولا مثيل او شبيه له في هذا الزمن الذي يعج بالشعراء والمتشاعرين والشعاعرة ، مع الاحترام اللازم لكل ذي قريحة موارة تعطي ثمارا على ما مقدر له، الاحترام ذاته ينسحب على كل شاعر يفرز الحب للناس في صقع وصوب في عالمنا الفسيح.فهذاالرجل الشاعر المعطاء اوحد زمانه ، ونسيج وحده ،وقد شهد بهذا شعراء الشرق والغرب، فهو عراقي الهوى عالمي الانتشار.وكم حاول البعض تقليد او السير في طريقه او النسج على منواله، او مساوقته للوصول الى ساحله لكنه ساحل لايرام وعصي على كل من يروم الخوض فيه...انه الجوهر الصافي الخالص وكفى.والكتاب يمكن ادراجه ضمن مذكرات الكاتب صباح المندلاوي والايام التي قضاها في صحبة الشاعر الكبير.ويبدأ في المقدمة بذكرى رحيل (ام نجاح) زوجة الجواهري دفينة مقبرة الغرباء في حي السيدة زينب رضوان الله عليها، بدمشق ،ورثاء الشاعر الاكبر لها بقصيدة عصماء مطلعها:
ها نحن امونة ننأى ونفترق
ويمكث الصبح والتنهيد والحرق
وموضوع اخر بعنوان (ياقوتة حلب) لعماد الدين النسيمي وهو كتاب الفه عبد الفتاح قلعة جي. يخبرنا مؤلف كتاب الجواهري كيف ان الشاعر الكبير يبدي كل الاعجاب بشعر النسيمي وانه يدهش لجرأته حين يقول في الصفحة العاشرة:
كنز الله الحقيقي المخبوء
هو الانسان
خمرة الحكمة في كأس جمشير
هي الانسان
وفي الصفحة الحادية عشرة من كتاب المندلاوي يذكر قول النسيمي والمتوفى سنة 1417 ميلادية والمتبني للدعوة الحروفية:
لا اله الا نحن
نحن نتعرف ذلك دون ريب عندما نرفع القناع عن وجهنا.
يعقب شاعر العرب الاكبر على هذا القول:
(اية جرأة في التعبير والتصوير؟).
والموضوع بعد هذا شيق ورشيق ، اجتزئ منها ما رأينا انه يناسب عرضنا للكتاب المنوه عنه اعلاه.
والكتاب يحفل بالكثير من المواضيع التي تخص شاعرنا الكبير وكيف هي انقضاء لياليه وقراءاته للكتب المختلفة في تاليفها ومصنفاتها ،وملازمة المؤلف للشاعر الذي له آصرة قوية به فهو زوج ابنته الى جانب اعجابه الشديد بشاعرية وعبقرية هذا الرجل الذي انجبه العراق العظيم.وموضوع اخر بعنوان من اوراق نجيب الصائغ. وحصاد الثورة لعبد الكريم فرحان ،ولمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث للدكتور الراحل علي الوردي ، والكبار الثلاثة لعبد الجبار العمر ،واين الحقيقة في مصرع عبد الكريم قاسم لاحمد فوزي ،وبابا همنكواي لهو خبر ،والجريمة والعقاب لدوستوفسكي ،ومواضيع اخرى والى خاتمة الكتاب ،حيث يسجل المؤلف تعليق الجواهري على هذه الكتب واحاديثها في توثيق وتاصيل لحياة شاعرنا الاكبر.اما الصور فكثيرة منها الجواهري يتوسط سعد الله ونوس وزوجته ،واخرى مع الدكتورة سعاد الغفري ،واخرى معه هادي العلوي ،ومع السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان،ثم صورة لموكب تشييع جنازة الشاعر الذي فقدته الانسانية، فمثل خسارة لا تعوض رغم ان العراق مهد الشعر والشعراء.