منتدى تواريخ العراق
اهلا وسهلا ومرحبا بك تشرفنا بانضمامك الينا في منتدى تواريخ العراق نتمنى لك اجمل الاوقات

اداره المنتدى
منتدى تواريخ العراق
اهلا وسهلا ومرحبا بك تشرفنا بانضمامك الينا في منتدى تواريخ العراق نتمنى لك اجمل الاوقات

اداره المنتدى
منتدى تواريخ العراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تواريخ العراق

يختص بالاحداث التاريخيه والامور التي تتعلق بتراث العراق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى تواريخ العراق منتدى يتناول جميع الاحداث التاريخيه القديمه والمعاصره علما ان اداره المنتدى غير مسؤوله عن الاراء التي تنشر في المنتدى لانها لاتمثل الا كاتب المقاله يرجى العلم بأن المنتدى قام بجمع و أرشفة جميع المواد و المعلومات من مواقع ومصادر مختلفة يشار اليها كمصدر عندما يكون المصدر معلوم. لذا لا يتحمل الموقع اي مسؤولية أدبية او قانونية تجاة المواد و المعلومات المنشورة.في حالة الأعتراض على اي من المواد المنشورة لأسباب تتعلق بخطأ المعلومة او عدم دقتها يرجى الأتصال مباشرة بأدارة المنتدى للبت في الموضوع. يستقبل المنتدى مشاركاتكم واستفساراتكم بكل ترحيب وللمنتدى الحق في عدم نشر اي مشاركة تخل بقواعد المنتدى العامة .....اداره المنتدى
اهلا وسهلا ومرحبا بالاعضاء الجدد عاشقة البصرة وكلمات بماء الذهب وخواطر الصمت وضياء الطياروالاخ يعقوب نتشرف بوجودكم بيننا

 

 نهاية الملكية / ومصرع الملك والوصي والسعيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علاء لازم العيسى
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى
علاء لازم العيسى


المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 27/02/2013
العمر : 65

نهاية الملكية / ومصرع الملك والوصي والسعيد  Empty
مُساهمةموضوع: نهاية الملكية / ومصرع الملك والوصي والسعيد    نهاية الملكية / ومصرع الملك والوصي والسعيد  I_icon_minitimeالأحد أبريل 14, 2013 3:08 am

انتهت الملكية في العراق بعد قيام حركة 14 يوليو 1958 على يد قيادة تنظيم الضباط الوطنيين "أو الاحرار" وهم الزعيم عبدالكريم قاسم والعقيد عبدالسلام محمد عارف وجماعتهما ، وبقي مصير رموز الحكم الملكي وقادته التاريخيين من ورثة الجيل الأول للثورة العـربية الكبرى، مجهولا لغاية قيام الحركة.
فكيف تسلسلت الأحداث ، وماذا جرى يوم الثورة ، ومن قتل الملك والوصي ونوري السعيد ؟ .

في يوم الاحد المصادف الثالث عشر من تموز 1958 كان الملك فيصل الثاني متواجداً في القصر الملكي مجتمعاً مع عائلته وبعض الزوار وقد احيّوا حفلا عائليا صغيرا بمناسبة عيد ميلاد الملك، تخللته فقرات ترفيهية من أحد السحرة البهلوانيين الذي استقدمه الامير عبد الاله وكان مدعوا للحفل عدد من المقربي بضمنهم قائد الفرقة الثالثة الفريق غازي الداغستاني والتي انطلقت منها الحركة دون علمه. وبعد الحفل كان الملك يتداول موضوع زواجه المرتقب وهّم بعض افراد الاسرة بوضع الترتيبات الخاصة بسفرالملك إلى تركيا ثم إلى بريطانيا، حيث من المقرر ان يلتقي خطيبته وفي لندن. كان الملك الشاب الذي يبلغ من العمر 23 سنة ً يعاني من الربو، هاديء في طبعه مثقف خجول إلى حد ما وكانت له نزعة وطنية مبنية على حبه للعراق، كان يقتدي بسيرة والده الملك غازي المعروف بمناصبته العداء لبريطانيا والذي قتل هو الاخر في حادث اصطدام سيارة غامض عام 1939. وكان يؤثر عليه وعلى قراراته بشكل خطير خاله الوصي السابق على العرش. وكان من المقرر أن يلتقي الملك فيصل الثاني بخطيبته الاميرة فاضلة في لندن حيث تقرر زواجهما خلال شهرين، وكان مقررا أن يرافقه في سفره رئيس وزرائه نوري السعيد وبعض الوزراء بصمنهم غازي الداغستاني قائد الفرقة الثالثة الذي قام أحد الالوية التابعة له بالقيام بالحركة. ومن العائلة كان سيرافقه بعض أميرات الاسرة وأزواجهن. كان الملك طوال الامسية منتشياً بسبب خططه على المستوى العائلي بالزواج وعن القصر الذي يشرف على تشييده في كرادة مريم، والذي صادرته الدولة بعـد اعلان الجمهورية، حيث تم توسيعه واكماله وافتتاحه عام 1965 ليكون القصر الجمهوري كمقر رسمي ومكتب رئيس الجمهورية، والذي تم احتلاله من قبل القوات الاميركية عام 2003 والتي حولته إلى السفارة الاميركية.

كان الملك قد خطط الانتقال للقصر الجديد ليكون مقره وسكنه بعد زواجه وهي خطوة منه لفصل نفسه وقراراته وسياسته عن الوصي السابق عبد الاله، ليبدا بسياسة جديدة نابعة من فهمه ومبادئه. ومن المفارقات كانت خاله الاميرة هيام تبدي ملاحظاتها المتكررة للملك بأن يذكر عبارة " ان شاء الله "، حيث علق مازحا، "نعم نعم.. ان شاء الله.. ان شاء الله، ولكن لماذا هذا الالحاح وكأننا سنموت غدا؟ "
وقبل ظهر ذلك اليوم استقبل الملك بعض زائريه في مكتبه وتناول طعام الغــداء مع أغلب افراد أسرته، ودخل جناحه الخاص للاشراف على اعداد حقائب السفر. ورغم الاجواء المرحة للمناسبة السعيدة والذي ساد اجتماع افراد الاسرة وهم يتناولون الشاي فان شيئا من القلق والتوجس كان يسيطر على مشاعـر بعض الاميرات وبخاصة الاميرتان عابدية وبديعة. وقبل الغروب بحوالي الساعة وصلت سيارة شاهدها أفراد العائلة وهم جالسون في شرفات القصر، توقفت وترجل منها ضابط يحمل رسالة سلمها للملك، تطلع إليها الملك مليا وقد اكتسى وجهه بالوجوم طالباً الاتصال بطيار الملك الخاص المقدم جسام لجلب الطائرة المروحية في باحة القصر. وناولها إلى الامير عبدالاله الذي لم يقدر على اخفاء ارتباكه حال الاطلاع عليها, موجها الملك بانه لاداعي للطائرة للهرب وانه سيتصرف لمعاقبة القطعات المتمردة لانه عرف من اين انطلقت ويشتبه ببعض عناصرها، ثم استأذن الحاضرين وخرج من القصر.
كانت الرسالة من مدير الامن العام تتضمن معلومات مقتضبة تفيد بوجود تحركات مريبة من قبل الجيش، دون ايراد تفاصيل، وكان خروج عبدالاله من القصر لكي يستدعي مدير الامن العام ليبحث معه مصادر المعلومات وماهية هذه التحركات. لكن الوقت كان مثل السيف، ولم يتح فرصة كافية لاحتواء الموقف، وحينما عاد عبدالاله إلى القصر تاركا التحقيق في الامر إلى اليوم التالي، كان تحرك اللواء العـشرين بقيادة عبد السلام عارف على طريق جلولاء- بغـداد قد بدأ. وأصبح حكم القدر قاب قوسين عن قصر الرحاب. وكان الملك الشاب يحاول اخفاء هواجسه التي تنطوي عليها تساؤلات الاميرات عن سبب غياب الوصي ومحتوى الرسالة. وبعد العشاء عانق الملك خالاته وقريباته من الاميرات عناقا كان يبدو وكأنه الوداع الأخير أو العشاء الملكي الأخير. ثم توجه الملك إلى جناح نومه أملا للنهوض مبكرا استعدادا ليوم عمل شاق يتخلله التحضير للسفر. وما أن حان منتصف الليل حتى أطفئت انوار قصر الرحاب. بانتظار صباح جديد.
وفي حدود الساعة الخامسة من يوم الاثنين صباح 14 يوليو/ تموز من ذلك العام استيقظ الجميع على أصوات طلقات نارية. هب الجميع فزعين: الملك والوصي والاميرات والخدم. وخرج أفراد الحرس الملكي إلى حدائق القصر يستقصون مصدر النيران. وازداد رشق الرصاص والإطلاق نحو جهة القصر. ولم يهتد الحرس إلى مصدر النيران في البداية. وخرج الملك فيصل من جناحه وقد ارتدى ملابسه، وخاطب الحراس من أعلى الشرفة مستفسرا عما حصل. ومن شرفة قريبة طلب عبدالاله من حراس آخرين بأن يذهبوا إلى خارج القصر ليروا ماذا حصل. وعاد الحراس ليخبروا الملك الواقف على الشرفة مع أفراد الاسرة بانهم شاهدوا عددا من الجنود يطوقون القصر. وبع استفسار الملك عن الموضوع اخبره آمر الحرس الملكي بان اوامر صدرت لهم بتطويق القصر والمرابطة أمامه.
وسرعان ما انهال الرصاص ورشقات الرصاص على القصر. وتراجع الجميع إلى الداخل ليتبادلوا الرأي حول ما حدث. وقال عبدالاله انه يعتقد أن هذه حركة مسلحة لقلب نظام الحكم. قام الملك وعبد الاله بعدد من الاتصالات مع بعض الامرين طالبين منهم استجلاء الموقف والتحرك السريع وجاءت التطمينات بان القطعات الموالية ستجري اللازم للتصدي للمهاجمين مما طمأن الملك وعائلته بالبقاء في القصر وعـدم التحصن والاختباء في أماكن أكثر امنا، الا انه في حقيقة الامر كانت القطعات الموالية للملك تشتبك بصعـوبة مع قـوات الحركة المهاجمة في مواقع مختلفة من العاصمة لان قـوات عبد السلام عارف امنت عنصر المباغتة وسيطرت على أهم المواقع الاستراتيجية في العاصمة قبل تحرك القوات الموالية للملك.
دخل آمر الحرس الملكي مستأذنا مقابلة الملك، ليخبره بان الجيش قام بحركة عسكرية. وقد اخبر امر الحرس الملك بان قوات الحرس المرابطة حولة مشتبكة مع المهاجمين. وقد استفسر الامير عبد الاله من امر الحرس الملكي عن هوية المهاجمين فذكر له أسماء بعضهم ممن وردت اسمائهم من قبل المهاجمين، وسارع الملك عبد الاله لفتح المذياع لسماع البيان الأول للحركة وصوت عبد السلام عارف كالرعد يشق مسامعهم ومع مرور الوقت سريعاً بدأت تتوالى بيانات الثورة وترد أسماء الضباط المساهمين بالحركة.
وفي المرة الثانية اخبر آمر الحرس الملكي الملك بان قطعات الجيش المتمردة سيطرت على النقاط الرئيسية في بغداد واعلنوا الجمهورية وأنهم يطلبون من العائلة الملكية تسليم نفسها. وقد حققت سيطرة عبد السلام عارف على أهم المواقع الاستراتيجية في العاصمة قبل تحرك القوات الموالية للملك واذاعة عبد السلام عارف شخصيا للبيان الأول اسهم بإعطاء الانطباع بان كل شيء قد انتهى، وان الخطوة الأخير للنظام هي الاستسلام.
وبعد أن أصبح القتال حول القصر الملكي أكثر ضراوةً وتوالي اعلان بيانات الحركة الرنانة ذات الشعارات الثورية والتي كانت تعقبها مارشات عسكرية واناشيد وطنية واهازيج عراقية تلتها انشودة "الله أكبر" و"أخي جاوز الظالمون المدي" للموسيقار محمد عبد الوهاب وبعض اناشيد الأخرى المؤثرة كانشودة "والله زمان ياسلاحي" لام كلثوم والذي أصبح لاحقا السلام الجمهوري للعـراق ومصر وسوريا لمدة عشرين سنة.
وتذكر بعض المصادر الضعيفة بان الاميرعبدالاله حاول الاتصال تلفونيا بعبدالسلام عارف للتفاوض الا انه اخفق بالتعرف على مكان تواجده. وقد فوجيء الملك وعبد الاله براديو بغداد وهو يذيع اسم العميد ناجي طالب مرافق الملك السابق من بين أسماء الحكومة الجديدة.
وعلى وقع تسارع الأحداث وحصار الملك واسرته، توصلت العائلة الملكية بعد مداولة مرتبكة بانه لامانع لديهم من الرحيل من البلد إذا كانت رغبة قادة الحركة ذلك.
اشتد الرمي على القصر، وشعرت العائلة الملكية بحصار ينذر بالموت. فيما كان العقيد الركن عبد السلام عارف يذيع البيانات المتتالية للحركة ويدعو الناس لمؤازرة النظام الجمهوري الجديد بصد هجوم القطعات الموالية للنظام الملكي والهجوم على ما تبقى من معاقله.
وعند الساعة الثامنة صباحا اعلن الملك استسلامه وطلب منه الخروج مع من معه، ودخل أحد الضباط المهاجمين إلى القصر لاستقبال الملك وعائلته وهو الضابط عبدالستار سبع العبوسي, وخرج مع الملك كل من الامير عبد الاله وامه الملكة نفيسة جدة الملك والأميرة هيام زوجه عبد الاله، ثم الأميرة عابدية اخته، والوصيفة رازقية وطباخ تركي واحد المرافقين واثنان من عناصر الحرس الملكي.
خرج الجميع يتقدمهم المقدم محمد الشيخ لطيف، والعقيد طه والنقيب مصطفى عبد الله الذي كان متوترا وبعض الضباط الاخرين. وبعد تجمع الاسرة في باحة صغيرة في الحديقة فتح النار النقيب عبد الستار سبع العبوسي بدون أي اوامر من الضباط الارفع رتبة والذي كان بمعيتهم، وهو في خلف الجمع وقد اصاب الملك في مقتل برصاصتين في راسه ورقبته واصيب الامير عبد الاله في ظهره ثم لفي حتفه هو الاخر وتوفيت على الفور الملكة نفيسة والاميرة عابدية وجرخت الاميرة هيام في فخذها. وتذكر بعض المصادر بان حادث إطلاق النار جاء بطريق الخطا من قبل الحرس الملكي الذي رد عليه المهاجمون وكانت العائلة الملكة في منتصف خط الرمي. وتوفي أحد عناصر الحرس الملكي بعدة طلقات نارية صرعته فوراً، وجرحت الوصيفة رازقية، وقتل الطباخ التركي، وقتل أحد افراد المرافقين في المكان ذاته. واصيب وقتل عدد من ضباط ومراتب الحرس الملكي.

ومن القوة المهاجمة اصيب النقيب مصطفى عبد الله بطلقة نارية بصدره، والنقيب حميد السراج، وقد أصابته طلقة نارية في كعب قدمه، وسقط ضابط صف برتبة رئيس عرفاء قتيلاً من المهاجمين، أما الأميرة هيام فقد تم اخلائها إلى المستشفى الملكي لمعالجتها ومعها الوصيفة رازقية حيث شفيتا من جراحهما.

وتم نقل الجثامين إلى دائرة الطب العدلي في المستشفى المدني في الباب المعظم حيث ووريت جثث النساء في المقبرة المجاورة. واحيل باقي الجرحى إلى مستشفى الرشيد العسكري عدا جثة الامير عبد الاله التي تم سحلها ثم تعليقها على باب وزارة الدفاع في نفس المكان الذي اصدر اوامره باعدام الضباط الاربعة الوزراء في ثورة رشيد عالي باشا الكيلاني عام 1941.
وفي مستشفى الرشيد العسكري حيث نقلت جثة الملك إلى إحدى غرف العمليات، للتحقق من وفاة الملك. وفي مساء اليوم نفسه حفرت حفرة قريبة من المستشفى في معسكر الرشيد، وأنزلت فيها الجثة واهيل عليها التراب، ووضعت بعض العلامات الفارقة معها لتدل على مكانها فيما بعد، ثم تم نقل الجثة بشكل خفي ودفنها في المقبرة الملكية في الاعظمية في مكان خفي يقال تحت إحدى الممرات خوفا من الغوغاء والعابثين من نبش القبر.

مصرع نوري السعيد

بعد سماع نوري باشا السعيد للتفاقم المتلاحق الأحداث بعد اعلان الجمهورية والتي لم تمنحه الوقت الكافي لا للمقاومة ولا للهرب، الا انه حاول الاختباء ولمدة يومين كاملين تمهيدا للهرب ومقاومة النظام الجديد كما فعل عند قيام حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941. عرف نوري السعيد بمقدم قوة عسكرية من المهاجمين بغرض القاء القبض عليه، وتنكر بزي امرأة ليتمكن من العبور من بين المهاجمين والحشود الملتفة حولهم، استقل سيارة انطلق بها إلى إلى منطقة الكاظمية لاجئا لبيت صديقه الحاج محمود الاستربادي التاجر الكبير وعميد عائلة الاستربادي المعروفة، كما فعلها سابقا بعد ثورة 1941 حيث لجأ نوري السعيد إلى بيت الحاج محمود الاستربادي خلال حركة رشيد عالي الكيلاني التي ساعدته على الانتقال خارج بغداد إلى محافظة العمارة وانتقل من هناك إلى خارج العراق مع الوصي عبد الاله ليتدبروا إسقاط حكومة الثورة يومذاك.
وبعد جلاء الموقف امام القادة الجدد ادركوا مخاوفهم بان هـرب نوري السعيد المعـروف بدهائه وحنكته سيسبب لهم مصاعب جمة وربما بأسلوبة واطلاعه على خبايا الامور سيقنع الإنجليز بالاطاحة بالحكم الجمهوري الجديد. في مساء 14 يوليو/ تموز اعلن عبد السلام محمد عارف مكافئة مالية للقبض على السعيد، وبعد يوم من ذلك قام من جانبه عبد الكريم قاسم زعيم الحركة ورئيس وزرائها بتكرار اعلان ذلك، وتوالت اعلانات هـرب نوري السعيد بشكل هستيري من خلال بيانات اذاعتها وزارة الداخلية من دار الاذاعة العراقية مما وجه اهتمام الشارع نحو البحث عن السعيد بشكل تراجيدي محموم، واسقطت من يد السعيد كل محاولات اللاختباء والهرب وبدأت تضيق الدائرة حول تحركاته، كان هدفه ان لا يبقى مختبئا بل الفرار إلى خارج العراق ليتدبر امر مقاومة النظام الجديد. ففي يوم 16 يوليو/ تموز انطلق على وجه السرعة تاركا خلفه بيت الاسترابادي في محاولة منه للتقدم بخطوة للامام نحو خارج العراق متوجها نحو بيت الشيخ محمد العريبي عضو مجلس النواب وأحد المقربين في منطقة البتاويين وسط بغداد التي كانت تأن بالفوضى التي تعج بها جراء سقوط النظام الملكي وانهيار الدولة، حيث امتزجت فيها مشاعر الفرح بنجاح الحركة واعلان الجمهورية بالحزن جراء اعمال العنف والقتل العشوائي من قبل الدهماء والغوغائيين التي اخذت تمارس القتل المنظم بسحل معارضيها في الشوارع. توجه السعيد على عجل إلى البتاويين تعرف اليه أحد الشبان في منطقة الكاظمية وهو يروم الركوب في السيارة بعد أن انكشفت ملابسه التنكرية، ابلغ الشاب السلطات بتزويدها برقم السيارة المنطلقة. وبعد اجتياز عدد من الحواجز والطرقات الفرعية بصعوبة جمة، وصل إلى بيت البصام وتصحبه الحاجة زوجة الحاج محمود الاستربادي للدلاله، وبعد ترجله من السيارة تعرفت المفارز الأمنية على السيارة فتمت ملاحقته وما لبث ان تطورت المواجهة إلى اشتباك بالأسلحة الخفيفة بين نوري السعيد وعناصر القوة الأمنية حيث اصابت رصاصة طائشة أثناء تبادل إطلاق النار, السيدة الاسترابادي واردتها قتيلة، في حين حوصر السعيد ولم يتمكن من دخول البيت أو الهرب عبر الازقة المجاورة، وهنا اختلفت الروايات حول مصرع الباشا فإحدى الروايات تذكر بانه اصيب بعدد من الإطلاقات من قبل أحد عناصر القوة المهاجمة والتي ادت إلى وفاته، وتذكر رواية أخرى وردت في مذكرات الدكتور صالح البصام أحد اصدقاء نوري السعيد الشخصيين، بانه عندما وجد نفسه محاصرا وان مصيره سيكون مشابه لمصير الامير عبد الاله فانه اطلق على نفسه رصاصة الرحمة، كي لايعطي فرصة لخصومة بالامساك به واهانته وتعذيبه.

( منقــــــــول / بتصـــــرّف )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alaatwarikh.yoo7.com
 
نهاية الملكية / ومصرع الملك والوصي والسعيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تواريخ العراق :: وقائع واحداث-
انتقل الى: